"أنت مجهول النسب..أنت يتيم..أنت نسيت أصلك"،عبارات كفيلة بأن تحطم أى شخص مهما كانت قوته وصبره، فنسمع دائما عن حكايات تعذيب الأيتام وإهانتهم والتربية الخاطئة فى دور الرعاية، وفى سن الـ 18 تتخلى عنهم الدور وترميهم فى الشارع بدون سكن أو شهادة جامعية أو وظيفة تؤمن حياتهم، ومن هنا تبدأ حياة التشرد والإدمان "ذلك هو الواقع الذى نراه ونسمعه دائما عن اليتيم، إلا أن عفيفى الشاب ذو الـ24 عاما، رفض هذا الواقع وأثبت للجميع أن اليتم والوحدة ليس لهما علاقة بالأمل والتحدى، وبعد خروجه من الدار استطاع أن يكون رجلا ناجحا ومتعلما.
عفيفى مصطفى يستحق أن يحصل على لقب "اليتيم المثالى"، فقد حصل الشاب على بكالوريوس التجارة بعدها تزوج من الفتاة التى يحبها وأصبح الآن أبا لطفلة لم يتجاوز عمرها ثلاثة شهور، قسوة كبيرة تعرض لها فى حياته بداية من الإهانة والذل والتعذيب فى دور الأيتام ومع ذلك تحمل وصبر وقرر أن يترك الماضى وراءه ويرسم مستقبلا جديدا يحقق فيه كل أحلامه، واستطاع بمفرده وبدون مساعدة من أحد أن يكون الرجل المناسب فى حياة زوجته وطفلته الصغيرة.
وفى عيد اليتيم هناك أسرار وحكايات رواها عفيفى لـ"اليوم السابع" حتى يثبت للجميع وخصوصا الأيتام أن اليتم ليس إهانة أو سببا فى العجز ولكن القوة والإرادة هى التى تتحكم فى مستقبلك، حيث قال: "منذ كان عمرى شهور تركتنى امراه فى دار أيتام فى المنصورة، وبعدها تم نقلى بين ثلاثة دور أخرى تعرضت فى إحداها للإهانة والتعذيب بالسلك الكهربائى وعشت حالة من الانهيار التام، وبعدها انتقلت لدور أخرى ولكنها تركتنى أنا وغيرى دون سكن أو وظيفة أو شهادة جامعية بالرغم من أن المفروض أن يكون لنا سكن ولكنهم استكفوا بإعطائنا مبلغ مالى وتركونا فلناس بشكل مباشر  اتنصب عليا وخسرت كل المبلغ، وقررت أنى ما استسلمش وأكمل دراستى، وعشت 7 سنين فى الشارع، اشتعلت فى المحلات "ميكانيكى وحلاق وبياع" وكنت بنام فى الشوارع، ثم قدمت فى أحد المعاهد الخاصة، وحصلت على بكالوريوس تجارة".


وتابع: "عملت فى إحدى المستشفيات وهناك تعرفت على زوجتى وطلبت يدها، فى الأول رفض أهلها بسبب ظروفى حتى صديقاتها فى العمل كانوا دائما يقولون لها " هتتجوزيه إزاى ده ملهوش أهل ولا نعرف له أصل"، ولكن مع الوقت وافق أهلها وجاء معى أحد مشرفى الدار الذى كان يعاملنى معاملة حسنة، وقال لهم" أنا مستعد أمضى على أى وصولات أمانة وأضمنه وبالفعل تزوجت وأعيش الآن فى شقة إيجار مرتفعة التكاليف"، مطالبا الحكومة ووزير الإسكان بأن يحصل على شقة من الإسكان الاجتماعى الخاصة بمحدودى الدخل.
وأضاف: "أنا فخور جدا بأسرتى وحلم حياتى أن تصبح ابنتى "بتول" طبيبة مشهورة، ويكفى أن صديقات زوجتى يقولون لها الآن يا بختك بيه".
واستطرد حديثه، قائلا: "تعرضت لكثير من المواقف المؤلمة فى الدار، عندما كان يقول لى المشرفون "أنت نسيت أصلك" كنت أحزن كثيرا، وهى نفس المشاعر التى كانت تجتاحنى عندما أكون وسط زملائى فى المدرسة ويقوم المدرس بإعطائى المساعدات أمام جميع زملائى، ومن أصعب اللحظات عندما ذهبت لاستخراج ورق التجنيد وأخبرتنى موظفة كبيرة فى السن أنى مجهول النسب صرخت وبكيت وقلت لها أنا أهلى متوفيين، فأدركت الموظفة كلامها ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من البكاء وقالت لى "متزعلش وخدتنى فى حضنها وعيطت"، بعد ذلك الموقف ذهبت إلى المنصورة كى أبحث عن أهلى فى نفس القرية التى سمعت عنها ولكنى لم أجد أى أثر لهم".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

 
Tne first news © جميع الحقوق محفوظة
http://go.ad2upapp.com/afu.php?id=1146020 http://go.ad2upapp.com/afu.php?id=1147087