هو أيقونة من أيقونات الفن المصرى والعربى "يحيى الفخرانى"_( المولود فى 7 أبريل 1945) _ حالة فنية نادرة من الصعب أن تتكرر ليس فقط لنوعية الأدوار التى يقدمها ولكن لتركيبته الإنسانية الفريدة.. يبدو الفخرانى لمن لا يعرفه جيدا شخصية صامتة لا يتحدث كثيرا، ولكنه فى الأصل خجول يملك حياء أصحاب المواهب الأصيلة والذين قليلا ما يتحدثون عن أنفسهم بل دوما ما تكون مواهبهم سباقة تخطف القلوب والعقول.. الفخرانى هو المشخصاتى والممثل الذى استطاع أن يخلق حالة على مدار مشواره، ليست فقط فنية، لكنها أيضًا إنسانية وفكرية وأحيانًا «سياسية».. حرصه الشديد الذى يحاكى السيف فى حدته عند اختيار أدواره، وقلقه المضطرب من تقديم «الردىء».. وسعادته المؤقتة بالنجاح، والتى يرفض الاستغراق فيها حتى لا يفقد كونه «مبدعا»، كلها أشياء جعلت من الفخرانى ليس فنانا موهوبا فحسب، بل حالة إبداعية شديدة الخصوصية، ورغم هدوئه الشديد، إلا أنه يملك داخله طاقة هائلة على التمرد، بملامحه وتكوينه.. كسر النجم الكبير كل ما يتعلق بمواصفات النجم التقليدية، وصار واحدا من كبار النجوم فى مصر والعالم العربى، وفى التليفزيون بات أيقونة وعلامة أصيلة، يملك منطقة خاصة جدا لا يملأها إلا الفخرانى، أما فى المسرح فنحن أمام غول تمثيل يمنح الخشبة روحا ووهجا نادرا لذلك لا تستطيع إلا أنت تحبه وتقول بثقة الفخرانى صاحب الموهبة المتفردة والذى لا يشبهه أحد.
لكنه نجح فى اختراق ذلك الحاجز ببساطة أدائه، وابتسامته التى لم تفارقه فى بداية ظهوره على الشاشة، من خلال الأدوار التى أداها ولفتت الأنظار إليه، ولموهبته.
ولن أتحدث هنا عن أدواره فى الدراما التليفزيونية ولا شخصياته، التى باتت محفورة فى الوجدان، والتى قدمها الفخرانى بعبقرية وأداء متفرد، وهو ما يجعلنا نتماهى معها عندما تعرض على الشاشات حتى الآن، ولكن أتحدث هنا عن أدواره فى السينما فهو صاحب تجارب قليلة ولكنها متنوعة، ومعظم الأعمال السينمائية التى شارك فيها تعد من أهم إنتاجات السينما العربية، وهذا لا يقلل بالطبع من حجم تجاربه التجارية مثل الكيف وغيره من الأفلام، والتى أمتعت مشاهديها بدرجة لا تقل عن أعماله الفنية، ومنها على سبيل المثال (عودة مواطن) وهو الفيلم الذى قدمه عام 1986 مع المخرج الراحل محمد خان، ويتناول ظاهرة اجتماعية تعتبر من الظواهر الهامة التى شهدها المجتمع المصرى خلال العقدين الأخيرين، وهى ظاهرة السفر للعمل فى الخارج.. والتغييرات الاجتماعية التى نجمت عن ذلك، خصوصا فى الطبقة الفقيرة والمتوسطة والساعية أكثر من غيرها لتحسين مستواها الاقتصادى والمعيشى.
 الفيلم يبدأ بعودة شاكر إلى وطنه وعائلته بعد غربة دامت ثمان سنوات محملا بأحلام كثيرة عن الاستقرار ولم شمل العائلة من جديد، وتعويض أخوته عن غيابه الطويل عنهم، لكنه يصدم كثيرا بما حدث حوله من متغيرات وتحولات على صعيد الأسرة والمجتمع بشكل عام. فأفراد الأسرة الأربعة كل منهم يعيش عالمه الخاص والمعزول عن الآخـر ويعيشون حـالة من الاغتراب الشديد رغم وجودهم تحت سقف بيت واحد.. وهو واحد من أهم وأجمل أدوار الفخرانى فى السينما.
  اما دوره فى فيلم "للحب قصة أخيرة" للمخرج رأفت الميهى "للحب قصة أخيرة" هو الفيلم الثالث لرأفت الميهى، وهو آخر فيلم له ينتمى للمدرسة الواقعية قبل أن يتجه للفانتازيا للتعبير عن الأفكار التى تلح عليه طيلة الوقت، والتى تتعلق دائمًا بتابوهات المجتمع وسلطة الدين وسلطة العادات والتقاليد التى تسحق الإنسان.
 فيلم من إنتاج عام 1986 ويحتل رقم 60 فى قائمة أفضل 100 فيلم فى تاريخ السينما المصرية، حسب استفتاء النقاد الذى أجرى عام 1996، كما حصل على جائزة خاصة فى مهرجان كارلوفى فارى فى التشيك.
 تدور أحداث الفيلم فى منطقة وراق العرب الواقعة فى حى الوراق أحد أحياء محافظة الجيزة التى ابتلعتها المشكلات والإهمال وأخفت القمامة معالمها، جزيرة تعكس عزلة الشخصيات وانفصالها عن بعضها وانفصالها عن الواقع. وتدور أحداث الفيلم حول (رفعت) المدرس الذى يُصاب بالقلب ويتزوج من (سلوى) الفقيرة والغريبة عن حى الوراق، رغم معارضة والدته التى تحاول إقناعه بتطليقها مقابل حقه فى الميراث، تخاف (سلوى) على حياة زوجها لمرضه ورغم عدم إيمانها بالمعجزات تلجأ للتبرك بـ(الشيخ التلاوى) و(القديسة دميانة)، يتفق (رفعت) مع صديقه الدكتور (حسين) لإيهام (سلوى) بأن هناك خطأ فى التشخيص، وأنه سليم فتعتقد أن المعجزة تحققت، تحاول الأم إقناعه بالسفر للعلاج بالخارج وترك زوجته، كان مشهد الحوار بين يحيى الفخرانى ومعالى زايد بعد عودتهما من عند "التلاوى" واكتشاف كذبه وزيفه، من أجمل مشاهد الفيلم كذلك مشهد المونولوج الطويل للفخرانى، والذى كان يتحدث فيه إلى الله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة

 
Tne first news © جميع الحقوق محفوظة
http://go.ad2upapp.com/afu.php?id=1146020 http://go.ad2upapp.com/afu.php?id=1147087